كنت أشبك يدي بيدك يوم ان خرجنا من باب المدرسة تحت نيران القذائف، كنت مبتسماً تقول " إن المغفلين عادوا على أمل القضاء علينا "
ودّعتك على أن التقي بك صباح الغد لنقدم الاختبار الثاني من اختبارات نهاية الفصل الأول ، بقيت أرقب بك حتى ذهبت اختفيت عن ناظريّ وأصبحت نقطة صغيرة تلوح بيد واحدة ، وبقيت ابتسامتك في ذهني ، ولكن في اليوم الثاني لم نلتقي ولا في اليوم الثالث ....كان من الظاهر انها ليست محرقة عادية بل كانت "حرب ".
كنت أصارع الأيام الطويلة كي تنتهي الحرب وأراك وأرى ابتسامتك مرة أخرى ، وكلما سمعت عن عملية للمقاومة رنّت في ذهني كلماتك الاخيرة " ان المغفلين عادوا على أمل القضاء علينا "
آآآآه وأخيرا انقضت ال23 يوم كأنها ثلاث وعشرون قرن ، وانسحبت الآليات وانقشعت الطائرات ، وولّت الزوارق ، وظهر أنهم مفغلون كما قلت يا صديقي ، واحتفلنا بالنصر ولكن لم تكن الفرحة مكتملة لأني كنت أنتظر رؤية ابتسامتك من جديد ، واخيرا أعلنت وزارة التربية والتعليم عن استئناف الدراسة بعد ثلاث أيام من انتهاء الحرب ، طرت من الفرح ، اخذت أنتظر يوم السبت كي أراك .
وجاء يوم السبت الذي لم انم ليلته وصورتك ترتسم على وجه القمر .
تلاشى وجهك عن القمر وظهرت الشمس ، حملت حقيبتي وركضت الى المدرسة كنت أطير ولكن على الأرض
وصلت باب المدرسة التي لم يظهر من معالمها الا بعض الفصول ، تألمت لكني لم آبه كثيراً وواصلت البحث عنك ، عرفت أنك ستكون في انتظاري على مقعدنا المشترك فركضت الى غرفة الفصل ........
يا الهي لا يعقل رأيت ...كانت صورتك وليس انت وورقة كتب عليها اسمك ..........
صرخت باسمك ،أين أنت ، التهمتك الحرب ، سرقتك اسرائيل ، ذبحتك العرب ، أين أنت ؟
ليس جميلاً ذلك المقعد الخشبي فأنت ليس بجانبي عليه ، بات خالياً ، وبقيت ضحكتك وورقة كتب عليها هذا مقعد الشهيد. اتعلم يا صديق ..قلمك البني الذي اخذته منك آخر يوم مازال معي ،أنظر اليه كل مرة ولكني لا اكتب فيه ،خوفا أن ينفذ حبره .اليوم يا صديقي بعد رحيلك أسرّ حديثي ودموعي الى القمر الذي ما تفتأ صورتك تتشكل عليه كل ليلة ،اليوم ليس كالبارحة ، اليوم أصعب و ربما الغد اصعب .
اليوم يا رفيق دربي ، اليوم يا صديقي العالم كله يحاربني وأعلن الحرب صريحة عندما أخذك مني ، لذلك أعلن الحرب عليه
أقسم يا صديقي أنني سأنتقم لدماك ، سأنتقم ممن سرق ضحكة كانت تداعبني رغم الآلام .
أقسم أن أنتقم ممن أخذك مني ولم يترك لي سوى صورة وأطياف تصارع الخيال
.كلمات إلى كل طالب انتزعته النيران من مقعده ..ما زلنا نفتقدكم .......
مقتبسه من صديقتى الجميله سجود
0 التعليقات:
إرسال تعليق