اهم الاخبار
رسالة مجدى حسين من خلف الأسوار
09/02/2010
بسم الله الرحمن الرحيم
والإخوة والزملاء الأعزاء المشاركين فى المؤتمر:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أشكركم وأشكر كل من ساندني على مدار العام الماضى، فالتضامن هو أكسير الحياة بالنسبة لسجين الرأى, إن سجني يرمز إلى تدهور سلك النظام إزاء القضيتين الرئيسيتين اللتين تواجهان مصر الآن: قضية حصار غزة، وقضية التغيير، وهى رسالة على أن النظام سيكون أكثر بطشا دفاعا عن مواقعه. وهذه سنة الحياة، ولكن من سنن الحياة أيضا أن المقاومة الشعبية للاستبداد ولحصار غزة ستتصاعد، وأن النصر فى النهاية سيكون حليف المؤمنين الصادقين والمناضلين الوطنيين.
والحقيقة فإن الشعب المصرى محاصر أكثر من حصار غزة، محاصر بالفساد والاستبداد واحتكار السلطة محاصر بالمياه والأغذية الملوثة بالمجارى، بالطوارئ والاعتقالات والمحاكم العسكرية والأمن المركزي.
وستظل مهمتنا الرئيسية هى تحرير مصر وغزة فى معركة واحدة. فكيف نقبل أن تكون مصر هى الأداة المباشرة لذبح الشعب الفلسطيني وحصاره وتجويعه؟ وكيف نقبل أن تظل أسرة واحدة تستعبدنا وقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا. لماذا هانت علينا أنفسنا إلى هذا الحد! إن استمرار الحياة على هذا المنوال هو الموت بعينه، والموت فى سبيل الإصلاح والتغيير هو الحياة إن مصر التى أضاءت على العالمين، وكانت موئل الأنبياء ومعقل الأحرار أصبحت مجرد مخفر صهيونى- أمريكى لحصار الغزيين وتعذيب المصريين!
والخروج من هذا المأزق التاريخى لا يكون من خلال التركيز على ضمانات نزاهة الانتخابات، أو ترشيحات الرئاسة، لأن كل ذلك عبث لا طائل من وراءه فى ظل الطغمة الحاكمة الحالية والحل الوحيد هو العودة لخط العصيان المدني، وتوحيد كافة اللجان والهيئات الاحتجاجية فى هيئة واحدة لقيادة هذا العصيان، والمظاهرات ليست هى الشكل الوحيد له، وقد اقترحت من قبل العريضة الموحدة التى تطالب بوقف التمديد ومنع التوريث، كوسيلة سلمية دنيا لحشد الآلاف ثم الملايين فى مجرى واحد حول الهدف الرئيسي، وإنهاء العزلة بين النخبة والجماهير، وتشكيل شرعية شعبية جديدة تسعى للمجابهة والمغالبة من أجل إنهاء اختطاف مصر على يد الأقلية الجائرة، وعودة السيادة الحقيقية للشعب. إن الذى سيعبد فى هذه العملية الهادئة والدؤبة والشاقة، والذى سيجمع الشعب حوله هو الذى سيكون جديرا بقيادة التغيير، وتحويل الحلم إلى حقيقة.
والعريضة الشعبية الموحدة التى تجمع الآلاف ثم الملايين هى وسيلتنا الرئيسية الآن فى ظل القيود المتزايدة على حق التظاهر والتنظيم، والتخريب الأمنى المتصاعد للتنظيمات النقابية وما تبقى من الأحزاب.
أما الانشغال بالانتخابات سواء رئاسية أو برلمانية فهو مضيعة للوقت خاصة فى ظل الإلغاء الرسمي للإشراف القضائي على الانتخابات.
نحن نحتاج لأقصى قدر من التجرد، وأقصى قدر من التوحد، وأقصى قدر من الاستعداد للتضحية فى عمل شعبي كبير لإنقاذ البلاد.
إن مصر أجل وأعظم وأرقى من أن يحكمها لاعبو الميسر وقاتلوا الراقصات وسارقو الغاز الطبيعى والآثار وأصحاب العبارات الغارقة وأكياس الدم الملوثة وعصابات الاستيلاء على أراضى الدولة والشواذ والمتعاونون مع الكمونى المتهم فى مذبحة نجع حمادي. إن مصر أصبحت –على يد هؤلاء- فى آخر قائمة الأمم فى كافة مؤشرات التنمية الإنسانية والاقتصادية. أصبحت خارج التاريخ وسبقتنا عشرات الأمم فى آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، بما فى ذلك الأمم التى سويت بالأرض فى حروب مهلكة: كفيتنام وكوريا الجنوبية أو التى لم تظهر إلى الوجود إلا فى العصور الحديثة كماليزيا.
****
إن مصر تستحق أن نستعيدها ونحررها من الأسر وأن نعيدها إلى مكانتها التى تليق بها، وتستحق أن نضحي من أجلها.
ولن يحررها إلا أناس وصفهم القرآن الكريم بأنهم:
(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً)
وأخيرا تقبلوا خالص محبتي وتقديري وتمنياتي لكم بالتوفيق والسداد (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
مجدى حسين
سجن المرج
0 التعليقات:
إرسال تعليق