يشغلنا هذا السؤال ولكلا منا طريقة فى إلاجابة
عليه ... إلا انني سوف أستشهد بقصه حدثت مع أبو سفيان قبل إسلامه مع هرقل ملك
الروم أعتبرها المقياس الجيد الذى يمكن من خلاله تحديد أين نحن من النصر بشكل عملي
بعيدا عن الكلمات المرسلة والعاطفة الجياشة
دعا هرقل أبا سفيان وجماعته، ووفد دحية، إلى
مجلسه بين حاشية تحيط به من عظماء الروم، ثم دعا بترجمانه وسأل أيكم أقرب نسباً
بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فأجاب أبو سفيان أنا أقربهم نسباً.
فقال هرقل: ادنوه مني، وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل (أي عن محمد) فإن كذبني فكذبوه!
فقال هرقل: ادنوه مني، وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل (أي عن محمد) فإن كذبني فكذبوه!
ثم كان هذا الحوار:
هرقل: كيف نسبه فيكم؟
أبو سفيان: هو فينا ذو نسب.
هرقل: فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟
أبو سفيان: لا.
هرقل: فهل كان من آبائه من ملك؟
أبو سفيان: لا.
هرقل: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟
أبو سفيان: بل ضعفاؤهم.
هرقل: أيزيدون أم ينقصون؟
أبو سفيان: بل يزيدون.
هرقل: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟
أبو سفيان: لا.
هرقل: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما يقول؟
أبو سفيان: لا.
هرقل: فهل يغدر؟
أبو سفيان: لا، ونحن معه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها.
هرقل: فهل قاتلتموه؟
أبو سفيان: نعم.
هرقل: فكيف كان قتالكم إياه؟
أبو سفيان: الحرب بيننا سجال، ينال منا وننال منه.
هرقل: ماذا يأمركم؟
أبو سفيان: يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة.
فقال هرقل للترجمان: قل له - أي لأبي سفيان -
سألتك عن نسبه، فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها. وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول؟ فذكرت أن لا، فقلت لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يتأسى بقول قيل قبله. وسألتك هل كان من آبائه ملك؟ فذكرت أن لا، فقلت لو كان من آبائه ملك لقلت رجل يطلب ملك أبيه. وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرت أن لا، فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله! وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه، وهم أتباع الرسل. وسألتك أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرت أنهم يزيدون، وكذلك أمر الإيمان حتى يتم. وسألتك أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فذكرت أن لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب. وسألتك هل يغدر؟ فذكرت أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر. وسألتك بم يأمركم؟ فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئا، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف. فإن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج، ولم أظن أنه منكم، فلو أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه!.
ثم دعا هرقل بكتاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم الذي بعث به دحية، فدفعه إليه، فإذا فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلا م على من اتبع الهدى، أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الإريسيين. (ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون.)
بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلا م على من اتبع الهدى، أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الإريسيين. (ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون.)
يقول أبو سفيان: فلما قال ما قال
وفرغ من قراءة الكتاب، كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات وأخرجنا، فقلت لأصحابي حين
أخرجنا لقد أمِر أمر ابن ابي كبشة!! أنه يخافه ملك بني الأصفر.. فما زلت موقناً
أنه سيظهر، حتى أدخل الله علي الإسلام.
ومرة أخرى يذكر عبد الله بن عباس ـ الذي روى
عن أبي سفيان ما كان بينه وبين هرقل ـ أن أبا سفيان قال: (فوالله لولا الحياء من
أن يأثروا علي كذباً لكذبت عليه (أي على محمد)، وأن أقصى ما بلغه في النيل من
النبي صلى الله عليه وسلم قوله حين سأله هرقل: هل يغدر؟ (لا، ونحن منه في مدة لا
ندري ما هو فاعل فيها)!.
الشاهد من القصة
أدرك جيداَ أننا تعبنا جميعاَ من الجملة
الكلاسيكية "الانقلاب يترنح" بعضنا يصدقها وبعضنا يراها بعيده تماماَ
عن الواقع الذى لا يخلوا من شهيد أو معتقل أو مصاب أو واقعة تعذيب كل يوم ولكي نستطيع أن نقيس اذا ما كنا نتقدم أم
نتراجع ندحر الفاشية العسكرية أم تهزمنا ؟؟؟ وذلك عن طريق علينا أن نطرح على أنفسنا
الاسئلة التي طرحها هرقل على أبى سفيان:-
من هي الكتلة الصلبة التي تواجه العسكر؟
هل ينضم اليها مزيدا من الجماهير كل يوم؟
هل وسائل العسكر الانتقامية تؤثر فى هذه
الكلته الصلبة وتجعلها تفقد احداَ من الاتباع ؟
وأعتقد أن الإجابة ستكون فى صالح معسكرنا ,,,
أما اذا ما كنتم تتسألون عن كم من الوقت سيستغرق هذا فسوف اجيبكم بكلمات الشهيد –
بإذن الله – سيد قطب علية رحمة الله حينما
سٌال لماذا يتأخر النصر؟
" قد يبطئ النصر لأن البيئة لا تصلح بعد لاستقبال
الحق والخير والعدل الذي تمثله الأمة المؤمنة، فلو انتصرت حينئذ للقيت معارضة من
البيئة لا يستقر لها معها قرار، فيظل الصراع قائما حتى تتهيأ النفوس من حوله
لاستقبال الحق الظافر ولاستبقائه
والنصر قد يبطئ على الذين ظلموا وأخرجوا من ديارهم بغير
حق إلا أن يقولوا ربنا الله، فيكون هذا الإبطاء لحكمة يريدها الله
قد يبطئ النصر لأن بنية الأمة المؤمنة لم تنضج بعدُ
نضجها، ولم يتم بعد تمامها، ولم تحشد بعد طاقاتها، ولم تتحفز كل خلية وتتجمع لتعرف
أقصى المذخور فيها من قوى واستعدادات، فلو نالت النصر حينئذ لفقدته وشيكا لعدم
قدرتها على حمايته طويلا
وقد يبطئ النصر حتى تبذل الأمة آخر ما في طوقها من قوة، وآخر ما تملكه من رصيد، فلا تستبقي عزيزا ولا غاليا لا تبذله هينا رخيصا في سبيل الله
وقد يبطئ النصر حتى تبذل الأمة آخر ما في طوقها من قوة، وآخر ما تملكه من رصيد، فلا تستبقي عزيزا ولا غاليا لا تبذله هينا رخيصا في سبيل الله
وقد يبطئ النصر حتى تجرب الأمة آخر قواها، فتدرك أن هذه
القوى وحدها بدون سند من الله لا تكفل النصر، إنما يتنزل النصر من عند الله عندما
تبذل آخر ما في طوقها ثم تكل الأمر بعده لله
وقد يبطئ النصر لتزيد الأمة المؤمنة صلتها بالله، وهي تعاني وتتألم وتبذل، ولا تجد لها سندا إلا الله، ولا متوجَّها إلا إليه وحده في الضراء، وهذه الصلة هي الضمانة الأولى لاستقامتها على النهج بعد النصر عندما يتأذن الله به، فلا تطغى ولا
تنحرف عن الحق والعدل والخير الذي نصرها به الله
وقد يبطئ النصر لأن الأمة المؤمنة لم تتجرد بعد في كفاحها وبذلها لله ولدعوته، فهي تقاتل لمغنم تحققه، أو تقاتل حمية لذاتها، أو تقاتل شجاعة أمام أعدائها، والله يريد أن يكون الجهاد له وحده وفي سبيله، بريئا من المشاعر التي تلابسه
كما قد يبطئ النصر لأن في الشر الذي تكافحه الأمة المؤمنة بقية من خير، يريد الله أن يجرد الشر منها ليتمحض خالصا ويذهب وحده هالكا، لا تتلبس به ذرة من خير تذهب في الغمار
وقد يبطئ النصر لأن الباطل الذي تحاربه الأمة
المؤمنة لم ينكشف زيفه للناس تماما، فلو غلبه المؤمنون حينئذ فقد يجد له أنصارًا
من المخدوعين فيه، لم يقتنعوا بعد بفساده وضرورة زواله، فتظل له جذور في نفوس
الأبرياء الذين لم تنكشف لهم الحقيقة، فيشاء الله أن يبقى الباطل حتى يتكشف عاريًا
للناس، ويذهب غير مأسوف عليهوقد يبطئ النصر لأن الأمة المؤمنة لم تتجرد بعد في كفاحها وبذلها لله ولدعوته، فهي تقاتل لمغنم تحققه، أو تقاتل حمية لذاتها، أو تقاتل شجاعة أمام أعدائها، والله يريد أن يكون الجهاد له وحده وفي سبيله، بريئا من المشاعر التي تلابسه
كما قد يبطئ النصر لأن في الشر الذي تكافحه الأمة المؤمنة بقية من خير، يريد الله أن يجرد الشر منها ليتمحض خالصا ويذهب وحده هالكا، لا تتلبس به ذرة من خير تذهب في الغمار
وقد يبطئ النصر لأن البيئة لا تصلح بعد لاستقبال الحق والخير والعدل الذي تمثله الأمة المؤمنة، فلو انتصرت حينئذ للقيت معارضة من البيئة لا يستقر لها معها قرار، فيظل الصراع قائما حتى تتهيأ النفوس من حوله لاستقبال الحق الظافر ولاستبقائه
من أجل هذا كله، ومن أجل غيره مما يعلمه الله قد يبطئ النصر، فتتضاعف التضحيات، وتتضاعف الآلام، مع دفاع الله عن الذين آمنوا "
0 التعليقات:
إرسال تعليق