سادساّ : العراق
1 - إن العراق لا يختلف كثيراً عن جارته ولكن الأغلبية فيه من الشيعة والأقلية من السنة، إن 65% من السكان ليس لهم أي تأثير على الدولة التي تُشكل الفئة الحاكمة فيها 20% إلى جانب الأقلية الكردية الكبيرة في الشمال.
2 - ولولا القوة العسكرية للنظام الحاكم وأموال البترول، لما كان بالإمكان أن يختلف مستقبل العراق عن ماضى لبنان وحاضر سوريا.
3 - إن بشائر الفرقة والحرب الأهلية تلوح فيها اليوم، خاصة بعد تولي الخميني الحكم في إيران، والذي يُعتبر في نظر الشيعة العراقيين زعيمهم الحقيقي وليس صدام حسين.
4 - إن العراق الغنية بالبترول والتي تكثر فيها الفرقة والعداء الداخلي هي المرشح التالي لتحقيق أهداف (إسرائيل).
5 - إن تفتيت العراق هو أهم بكثير من تفتيت سوريا وذلك لأن العراق أقوى من سوريا.
6 - إن في قوة العراق خطورة على (إسرائيل) في المدى القريب أكبر من الخطورة النابعة من قوة أية دولة أخرى.
7 - سوف يُصبح بالإمكان تقسيم العراق إلى مقاطعات إقليمية طائفية كما حدث في سوريا في العصر العثماني.
8 - وبذلك يُمكن إقامة ثلاث دويلات - أو أكثر - حول المدن العراقية الكبرى.
9 - دولة في البصرة، ودولة في بغداد، ودولة في الموصل، بينما تنفصل المناطق الشيعية في الجنوب عن الشمال السني الكردي في معظمه.
سابعاً - لبنانأما لبنان فإنها مقسمة ومنهارة اقتصاديا لكونها ليس بها سلطة موحدة، بل خمس سلطات سيادية (مسيحية في الشمال تؤيدها سوريا وتتزعمها أسرة فرنجيه، وفي الشرق منطقة احتلال سوري مباشر، وفي الوسط دولة مسيحية تُسيطر عليها الكتائب، وإلى الجنوب منها وحتى نهر الليطاني دولة لمنظمة التحرير الفلسطينية هي في معظمها من الفلسطينيين، ثم دولة الرائد سعد حداد من المسيحيين وحوالي نصف مليون من الشيعة.
ملحوظة من المحرر: (كان هذا هو الوضع اللبناني زمن كتابة الوثيقة، ولكن القوى الوطنية اللبنانية نجحت في إعادة الوحدة الوطنية.)
ثامناً - السعودية والخليج1 - إن جميع إمارات الخليج وكذلك السعودية قائمة على بناء هش ليس فيه سوى البترول.
2 - وفي البحرين يُشكل الشيعة أقلية السكان ولكن لا نفوذ لهم.
3 - وفي دولة الإمارات العربية المتحدة يُشكل الشيعة أغلبية السكان.
4 - وكذلك الحال في عمان.
5 - وفي اليمن الشمالية وكذلك في جنوب اليمن.. توجد أقلية شيعية كبيرة.
6 - وفي السعودية نصف السكان من الأجانب المصريين واليمنيين وغيرهم، بينما القوى الحاكمة هي أقلية من السعوديين.
7 - وأما فى الكويت فإن الكويتيون يُشكلون ربع السكان فقط.
8 - إن دول الخليج والسعودية وليبيا تُعد أكبر مستودع في العالم للبترول والمال ولكن المستفيد بكل هذه الثروة هي أقليات محدودة لا تستند إلى قاعدة عريضة وأمن داخلي، وحتى الجيش ليس باستطاعته أن يضمن لها البقاء.
9 - وإن الجيش السعودي بكل ما لديه من عتاد لا يستطيع تأمين الحكم ضد الأخطار الفعلية من الداخل والخارج، وما حدث في مكة عام 1980 ليس سوى مثال لما قد يحدث.
10 - إن شبه الجزيرة العربية بكاملها يُمكن أن تكون خير مثال للانهيار والتفكك كنتيجة لضغوط من الداخل ومن الخارج، وهذا الأمر في مجمله ليس بمستحيلٍ على الأخص بالنسبة للسعودية سواء دام الرخاء الاقتصادي المترتب على البترول أو قلَّ في المدى القريب، إن الفوضى والانهيار الداخلي هي أمور حتمية وطبيعية على ضوء تكوين الدول القائمة على غير أساس.
تاسعاً - المغرب العربي1 - ففي الجزائر هناك حرب أهلية في المناطق الجبلية بين الشعبين اللذين يُكونان سكان هذا البلد.
2 - كما أن المغرب والجزائر بينهما حرب بسبب "المستعمرة" الصحراوية الأسبانية بالإضافة إلى الصراعات الداخلية التي تُعاني منها كل منهما.
3 - كما أن التطرف الإسلامي يُهدد وحدة تونس.
عاشراً - إيران وتركيا وباكستان وأفغانستان1 - فإيران تتكون من النصف المتحدث بالفارسية والنصف الآخر تركي من الناحية العرقية واللغوية، وفي طباعه أيضاً.
2 - وأما تركيا فهي منقسمة إلى النصف من المسلمين السنية أتراك الأصل واللغة، والنصف الثاني أقليات كبيرة من 12 مليون شيعي علوي و6 مليون كردي سني.
3 - وفي أفغانستان خمسة ملايين من الشيعة يُشكلون حوالي ثلث عدد السكان.
4 - وفي باكستان السنية حوالي 15 مليون شيعي يُهددون كيان هذه الدولة.
الأردن وفلسطين1 - والأردن هي في الواقع فلسطينية، حيث أن الأقلية البدوية من الأردنيين هي المسيطرة، ولكن غالبية الجيش من الفلسطينيين، وكذلك الجهاز الإداري. وفي الواقع تُعد عمان فلسطينية مثلها مثل نابلس.
2 - وهي هدف استراتيجي وعاجل للمدى القريب وليس للمدى البعيد، وذلك لأنها لن تُشكل أي تهديد حقيقي على المدى البعيد بعد تفتيتها.
3 - ومن غير الممكن أن يبقى الأردن على حالته وتركيبته الحالية لفترة طويلة. إن سياسة (إسرائيل) - إما بالحرب أو بالسلم - يجب أن تؤدي إلى تصفية الحكم الأردني الحالي ونقل السلطة إلى الأغلبية الفلسطينية.
4 - إن تغيير السلطة شرقي نهر الأردن سوف يؤدي أيضاً إلى حل مشكلة المناطق المكتظة بالسكان العرب غربي النهر سواء بالحرب أو في ظروف السلم.
5 - إن زيادة معدلات الهجرة من المناطق وتجميد النمو الاقتصادي والسكاني فيها هو الضمان لأحدث التغير المنتظر على ضفتي نهر الأردن.
6 - ويجب أيضاً عدم الموافقة على مشروع الحكم الذاتي أو أي تسوية أو تقسيم للمناطق.
7 - وأنه لم يعد بالإمكان العيش في هذه البلاد في الظروف الراهنة دون الفصل بين الشعبين بحيث يكون العرب في الأردن واليهود في المناطق الواقعة غربي النهر.
8 - إن التعايش والسلام الحقيقي سوف يسودان البلاد فقط إذا فهم العرب بأنه لن يكون لهم وجود ولا أمن دون التسليم بوجود سيطرة يهودية على المناطق الممتدة من النهر إلى البحر، وأن أمنهم وكيانهم سوف يكونان في الأردن فقط.
9 - إن التمييز في دولة (إسرائيل) بين حدود عام 1967 وحدود عام 1948 لم يكن له أي مغزى.
10 - وفي أي وضع سياسي أو عسكري مستقبلي يجب أن يكون واضحاً بأن حل مشكلة "عرب إسرائيل" سوف يأتي فقط عن طريق قبولهم لوجود (إسرائيل) ضمن حدود آمنة حتى نهر الأردن وما بعده.
11 - تبعاً لمتطلبات وجودنا في العصر الصعب - العصر الذري الذي ينتظرنا قريباً - فليس بالإمكان الاستمرار في وجود ثلاثة أرباع السكان اليهود على الشريط الساحلي الضيق والمكتظ بالسكان في العصر الذري.
12 - إن إعادة توزيع السكان هو إذن هدف استراتيجي داخلي من الدرجة الأولى، وبدون ذلك لن نستطيع البقاء في المستقبل في إطار أي نوع من الحدود، إن مناطق "يهودا والسامرة" - الضفة الغربية - والجليل هي الضمان الوحيد لبقاء الدولة.
13 - وإذا لم نُشكل أغلبية في المنطقة الجبلية فإننا لن نستطيع السيطرة على البلاد، وسوف نُصبح مثل الصليبيين الذين فقدوا هذه البلاد التي لم تكن ملكاً لهم في الأصل وعاشوا غرباء فيها منذ البداية.
14 - إن إعادة التوازن السكاني الاستراتيجي والاقتصادي لسكان البلاد هو الهدف الرئيسي والأسمى (لإسرائيل) اليوم.
15 - إن السيطرة على المصادر المائية من بئر السبع وحتى الجليل الأعلى، هي بمثابة الهدف القومي المنبثق من الهدف الاستراتيجي الأساسي، والذي يقضي باستيطان المناطق الجبلية التي تخلو من اليهود اليوم.
انتهت الوثيقة
seif_eldawla@hotmail.com