فادى

فادى .... طفل دقيق الملامح ...قمحى البشره مثل معظم المصرين .. عيناه تلمعان وتلمح فيهما ذكاء ...حزين وكأنه ولد بهذا الحزن ..... فى الصف الثانى الابتدائى ...... اليوم عندما رأيته كان يبكى برغم من ان زملائه فى الفصل هم الذين يشتكون منه انه ضربهم .... وعندما سألته لماذا يا فادى لماذا تضرب زملائك فى الصف ؟!!!! لم يجب .... صمت برهة ثم اجاب لم افعل ..... سألته وهل يعقل ان يكذب الفصل كله ان يتحدوا كلهم ضدك ؟!!!!! أجابنى بغضب .. نعم كلهم يكرهوننى ....لانى مسيحى ..... ذهلت من الاجابه ومن الفكره ومن الطرح .... يا الهى هل وصلنا الى هذا الحد .... نظرت الى باقى الاطفال وصحت ..... هل هناك مسيحى اخر هنا غير فادى ؟؟؟ رفع بعض الاطفال ايديهم ... كانوا خمسه ... التفت الى فادى واشرت اليهم وسألته .... وهؤلاء ؟!!!! ... نظر لى فى صمت ولم يجب .... جلست حتى اهدء من عصبيتى ثم بدأت فى التحدث معه ..... وعرفت منه انه يقوم بضرب الاطفال مسبقا حتى يخافون منه ولا يتشاجر احد معه .... افهمته انهم كلهم يحبونه ولا يضمرون له اى شر .... وعليه ان يكف عن عدوانيته معهم حتى يثقوا بيه ويسمحون له باللعب معهم .... ونظرت الى باقى الصف وطلبت منهم ان يصفحوا عن فادى وان ينسون كل ما حدث فى الماضى يبدأون من جديد ...

غادرت الصف والدهشه تملائنى .... وترن فى اذنى كلمة الغاضبه والحزينه " نعم كلهم يكرهوننى ....لانى مسيحى " ... من الذى علمه هذا وجعله يقرر ان يكون هو البادئ .. ان يكون المعتدى حتى يخشى الاخرين ايذائه .... ما الذى حدث جعله يعتقد ذلك ... ما الذى صدر منا امامه او ما الذى رأه .....

فادى هو مجرد مثال لاشخاص كثرين بينا .... سواء كانوا مسلمين ام اقباط .... ان دعاوى التعصب تسرى بيننا كالنار فى الهشيم والذى يساعد على ذلك شبئبن : اولا عدم وجود ثقه متبادله بين الطرفين فكل جماعه تعتقد ان الاخرى تضمر لها الشر ..... والثانى تعاظم وجود اُناس يظهرون انهم من ابناء جلدتنا فى كل جماعه تحرض ضد المخالف وتعتمد على غياب الثقه....

و انا اسمى هؤلاء بالمنافقين فهم لا بدينون بالولاء الا لمصحتهم المباشره فى اشتغال الغصب الموجه نحو الاخر فى كلتا الجامعتين .... وهؤلاء ظهروا بشده خلال الايام الماضيه وتستطيع ان ترصد تحركاتهم ..... من خلال نشر اشاعات كاذبه عن المسلمين الذى قاموا بتكسير واجة كنيسه فى الخصوص .... او مثل الصوره التى انتشرت على الفيس بوك فى اليومين الماضيين التى يظهر فيها مجموعه اشخاص يقال انه مسيحيون يريدون ان يعتدون على المسجد المواجه لكنيسه القديسين التى حدث عندها التفجيرات ....

أيها الناس... أرجوكم..... بالله عليكم.... قليلا من العقل اثابكم الله ...... فكروا بعقولكم ... وليس بعواطفكم .... إقراوا ما وراء الكلمات و الاحداث .... فا برغم ان الامن المصرى يتمتع بغباء شديد فى التعامل مع غضب الشارع ولكنه لا يقوم بالقاء القبض الا على المعتدلين ويترك الساحه للمتعصبين من الطرفين .... لماذا ؟؟!!!!!!!!!!

لماذا نتعامل مع الاحداث من منظور طائفى برغم ان الانفجار لم يفرق بين مسلم ولا مسيحى ..فقد ق

تل الجميع ...

لماذا لا نرى ان هناك من لديه مصلحه مياشره من انفجار الاوضاع فى مصر سواء كانوا صهاينه او لتمديد قانون الطوارى او حتى لتبرير تدخل امريكا المباشر لحمايه الاقباط .....

أرجوكم ... قليلا من العقل ... مصر هى المستهدفه بكل اطيافها .... مستقبلنا هو المستهدف ....أمننا هو المستهدف .... حقنا فى التغير والحريه والكرامه هو المستهدف ........ أرجوكم لا تكونوا عوناّ للمنافقين