اهم الاخبار

الغرق فى التفاصيل


لكى ترى الصوره بشكل اوضح : قم بتجميع الاحداث وترتيبها ستحتاج الى بعض الوقت اخيرا سترى الصورة بوضوح صورة لم يكن من الممكن توقعها منذ البداية
وهذا يتطلب منك الرجوع الى الوراء قليلا والخروج من أطار الصوره و النظر للاشياء بصوره كليه وعدم الغرق فى التفاصيل .... كان لزاما على كتابة هذه التدوينه منذ فتره سابقه ولكن تسارع الاحداث جرفنى معه قليلا ...... نستطيع ان نرى بوضوح الان ان ما قام الشعب المصرى يختزل فى يوم 25 يناير فقط وكأنناكنا نيام واستيقظنا فجأه وهذا غير صحيح وفيه إنكار وتغافل متعمد عن الحقيقه .... واعتقد انه كان مطلوب حتى يتم اخرج الشعب من المشهد ... ولكننى أصر على ارتباط والاتحام بتاريخى لان ذلك يعطينى دفعه للامام

احدى الاسماء التى اطلقت على الثوره المصريه اسم " ثورة الجمال " كنايه عن صبر الشعب المصرى على نظام كامب ديفيد لمدة 40 عام - انا لا استطيع ان افصل بين مبارك والسادات - ولكنى اكتشفت فيه معنى أخر مهم للغايه ... أحدى صفات الجمل هو التخزين والاجترار ... وهذا ما حدث معنا بالفعل ... نحن نقاوم نظام كامب ديفيد بشكل واضح وسلمى منذ عام 2000 حيث انتفض الشعب المصرى داعما للانتفاضه الثانيه ثم بعدها فى 2002 عند حدوث مجزة جنين ثم فى 2003 عند إحتلال العراق .... وهذا يثيت اننا شعب مرتبط بأرضه و بأنتمائه للعالم العربى وان دائما ما كان يحركه ويدفعه للتحرك ليس فقط الاحوال الاقتصاديه السيئه او الاستبداد .... بل نحن شعب صاحب قضيه ورساله شاء من شاء و أبى من أبى .. ثم ظهرت حركة كفايه التى كان هدفها الاساسى هو رفض التمديد لمبارك و رفض ثوريث مصر سواء كان توريث عائلى او مؤسسى .... وقبل الفيس بوك وتويتر كان هناك مندرة كفاية .... وقبل شباب العداله والحريه و شباب 6 أبريل كان هناك شباب من أجل التغير .... وقبل هذا وذاك كانت هناك المؤتمرات الجماهيريه التى كان يقوم بها حزب العمل فى المساجد بدأ من الازهر الشريف وكذلك عمرو بن العاص والذى دفع النظام للاصدار قانون منع التظاهر فى دور العباده

لماذا يتم تسويق فكرة " ثورة شباب " بدون الاشاره الى هذا العمق التاريخى ... ولماذا يظهر فقط شباب الفيس وتويتر ويتم تهميش وابعاد باقى شباب مصر الذين شاركوا على الارض من المناطق الشعبيه ... فانا لا انسى ابدا يوم 25 يناير حينما كانت جافل الامن المركزى تضاردنا ونحن نجرى من ميدان التحرير حتى وصلنا الى منطقة السبتيه كانت الساعه تجاوزت الثانيه بعد منتصف الليل ومع ذلك تفاعل معنا شباب المنطقه ونزلوا من بيوتهم كما كنا ندعوهم وظلوا معنا للنهايه برغم الرصاص و القنابل المسيله للدموع

لماذا يتم الترويج لفكرة " ثورة جياع " ولا يتم الاشاره اننا كنا نريد قبل الطعام كرامتنا المفقوده بسبب تبعية النظام للصهاينه وعشقه للنموذج الغربى و تدميره لاى شئ يربطنا بهويتنا الاسلاميه العربيه

نعم نحن شباب ولكننا نرتبط بتاريخنا ونستمد منه ما يجعلنا قادرين على تقيم حاضرنا وبلورة مستقبلنا .... نعم نحن شباب ولكننا نعرف جيدا ان شعب مصر متدين بفطرتة ولديه قضية وعليه تعول الكثير من الشعوب ليكون قائد قاطرة التحرر والتقدم ... وذلك لان مصر دولة متفرده سواء بموقعها الجعرافى او فى تاريخها وهى دائما ما توضع بين اختيارين فأما ان تكون دوله متقدمه و قائده لمنطقتها او تحتل ممن يريد سرقة موارد نا وليس هناك فارق بين الاحتلال بصورتة المتعارف عليها وبشكله التقليدى او احتلال القرارات و المصير والذى كان نظام كامب ديفيد خير مثاال له

ولذلك لن نغرف فى تفاصيل الصوره كثيرا ... فنحن نعرف ماذا نريد جيدا ونعرف اننا لن ننهض الا بسواعدنا و بمقاومتنا لكل ما يريد ان يعيد انتاج نظام التبعيه مره اخرى وان كان بأشخاص و أشكال جديده .... وعليكم ان تواجهوا هذه الحقيقه الساطعه ... فنحن لن ننسلخ ابدا من هويتنا الاسلاميه ولن نتنكر لعروبتنا ... فعليكم التعامل معنا من هذا المنطلق واى محاولات للالتفاف مصيرها الفشل

على الهامش



لماذا قمنا بالثوره ؟ ..... قناعتى الشخصيه ... حتى يكون الشعب فعلا مصدر السلطات وليس على الهامش ...

هل حدث ذلك بالفعل ؟ .... لا للاسف الشديد .... حتى الان
انا ارفض ان يتم اختصار هذا الانجاز العظيم فى بعض اشخاص وبعض المواقف وبعض الانتصارات الجزئيه .... الشعب .. البطل الحقيقى والذى بذل الكثير من اجل ان يتحرر ليس فقط فى 18 يوم بل من سنه 2000 حتى الان لم يحكم ... حتى الان يتم التعامل معه على انه على الهامش ... انه قاصر على الفهم و الادراك ... انه يحتاج الى الوصايه ..

حتى الان يتم مواجة تحدياتنا بنفس السبل القديمه .... الشحاته والاقتراض ... او بالثمثيل و الطبطبه .... او بالقسوه المبالغ فيها ... ودائما بعدم عداله
اشعر اننى مكبله بحكمة الساده الكبار الذين يعتقدون اننا متهورين .... برغم من اننا استطعنا ان نزيل كثيرا مما خربه ولكنهم يابون الا مزيدا من التكبيل و التعطيل ... لا الوم عليهم ...فهم لم يحلموا هذا الحلم ولم يسعوا الى تحقيقه.... وبالتالى يصعب عليهم تصديق اننا فعلا نستطيع

نستطيع ان نكون بلد تنهض بسواعد إبنائها بدون شروط البنك الدولى ومعونه امريكا المذله ...... نستطيع ان نواجه اسباب الاحتقان الذى نما وتغلغل داخل مجتمعنا بفضل مبارك وعصابته وذلك عن طريق ابراز وتقديم المعتدلين .... نستطيع ان نحقق الامن الاجتماعى حينما لا نترك الفساد ينمو من جديد ولا نتستر عليه .... نستطيع ان نمحوا من قاموسنا التميز والتفضيل وان نكون فعلا كلنا امام القانون كأسنان المشط

حينما نحقق استقلال ارادتنا اقتصاديا و تلاحم مجتمعنا و نكون كلنا سواسيه امام القانون ... هنا فقط نكون حققنا ما كنا نريد يوم ثورنا على نظام مبارك .... هذا قد يستغرق بعض الوقت ولكن نحن نستطيع ان نبدأ وحينما تظهر البشائر ... ستعلمون اننا كنا على حق

ارجوكم لا تتعاملوا مع الوضع بنفس منطق الاحداث القديم .... نحن نريد اتقان وليس مجرد عمل ... نحن نريد ابتكار وليس مجرد تقليد ... نحن نريد أنتماء حقيقى يظهر فى كل ما نصنع ... ارجوكم كفنا حديث للاستهلاك المحلى ... كفنا مسكنات ... كفانا ظواهر اعلاميه مصطنعه ....
لماذا تريدون مننا ان نعود الى منطقة " وانا مالى " لا لن نعود بعد كل هذه الدماء الطاهره بعد كل هذه التضحيات بعد كل هذا المجهود لن نصنع اصنام جديده

عزيزى الجيش ... عليك ان تعلم جيدا اننا لم نعد نحتمل هذه التصرفات المثيره للشك والريبه .... لن نقبل الغموض و السكوت ... نحن نريد ان نعرف لماذا وكيف ومتى وهذه اسئله مشروعه .... لن نقبل التعامل بمنطق " نحن نعرف اكثر " لان هذا المنطق الذى اوردنا المهالك ... ولا تعتقد ان هذا تخوين او عدم ثقه .. ولكننا نشعر بالمسؤليه مثلك تماما ونريد ان نحمى بلدنا مثلك تماما وهذا يدفعنا الى المشاركة فى اتخاذ القرار حتى نكون على قناعه به ونعمل على تنفيذه

الى المجلس العسكرى و المشير طنطاوى : نحن لن نقبل بكم طواغيت مثل مبارك تٌعبد من دون الله ... لا تسألون عما تفعلون ونحن نسأل ... عليكم التعامل مع الامر بجديه .... نريد ان يكون الامر كله مكشوفا .... اعلم انكم تتعرضون لضغوط سواء خارجيه او عربيه ولكن اعلموا جيدا ان هؤلاء لن ينفعكم حينما يفقد الشعب الثقه فيكم وهذا بدأ هذا بفضل ما تقومون بيه من اختبارات لمدى صبرنا ... واعلمكم ان صبرنا قد نفذ
لن نقبل ان تحاكمون الشرفاء امام المحاكم العسكريه وتتركون مبارك يتمارض فى شرم الشيخ
لن نقبل ان تتصالحوا مع سوزان مقابل بعض الاموال التافهه التى لا تمثل فيما سرقته شئ
لن نقبل ان يتم فصل طلاب شرفاء من الجامعه كل جرمهم انهم احرار لا يريدون ذيل للحزب الوطنى عميدا لهم
لن نقبل بأى حال من الاحوال العوده الى التعامل معنا كأننا مجرد ظل او على هامش ما يشغلكم

يوميات نظام " سابق " (2) على سلم النقابة


ترتدى ملابسها على عجل ... تلقى نظره اخيرة على عدد الاشخاص الذين أكدوا حضورهم للوقفه ... تخرج ثم ترجع مسرعه ..تذكرات انها لم تاخذ معها النظاره السوداء الكبيره .. ترتديها فاتأكل نصف وجهها .... تقول فى نفسها " هذا احسن ..لا اريد ان يرى احد اننى مرهقه ..وكذلك لا اريد ان يعرفنى احد " .... فى طريقها الى نقابة الصحفين ...حيث أشهر " سلم " ..هنا كان دائما يتجمع الناس للتعبير عن أرائهم .... وهنا كانوا دائما ما يتضامنون مع من يتم اعتقالهم .. هذا هو المكان المناسب حيث تعرفه كل وسائل الاعلام ... تمشى مسرعه ..وكل برهة تتاكد ان احد لم يتعرف عليها بعد ..


تصل الى حيث النقابة ... تجد السلم فارغا ...لا احد ...أين الالاف الذين اكدوا انهم سيحضرون ؟!!!!! ... أين اعضاء الحزب الوطنى الذين كان يتشدق بهم صفوت الشريف اين ال 3 مليون يا احمد عز ؟؟؟!!!! ... لا جدوى من هذا الان فكلهم هناك فى طره ....لن اجد من اصب عليه غضبى ولعناتى ... ولكن هذا غير مناسب بالمره ماذا سأقول للجرائد او الفضائيات ان وجدونى هنا بمفردى ؟؟؟!!!!! ستكون فضيحه اخرى ... ياللهى الا يكفينى ما حدث ؟؟؟ ان جمال وعلاء فى طره وسوف يلحق بهم ابيهم قريبا بعد ان يعرفوا انه يتمارض حتى يظل فى المشفى ...ولذلك لابد ان أستغل هذا الوقت الثمين فى ادعاء اننا لنا شعبيه وان الناس متعاطفه معان وانهم لا يريدون محاكمتهم ......

بينما هى فى شرودها ... لا تنتبه الى هذه السيده التى تقترب منها وتحاول التعرف عليها ... ويقطع حبل افكارها صراخ السيده : " أم عيلاء .... انتى أم عيلاء ..انا متأكده ... انا شوفت صورك كتير على كتب العيال بتاعة المدرسه .... ازيك يا حبيبتى ..قلبى عندك والله ...حسه بيكى وبمرمطتك ...اه صحيح ما عرفتكيش بنفسى ..انا أم سيد ... وانتى ايه الى جابك هنا .... اه ..اكيد علشان عايزه تزورى العيال و ابوهم ومش عارفه ..صح " ... تلجم المفأجه لسانها ...هل تنكر نفسها او تقر انها سوزان ثابت ... ترد عليها قائله : " ايوا انا سوزان مبارك .. بس انا هنا مش علشان ازورهم انا هنا علشان يفرجوا عنهم .. لانهم أبرياء .. ما عملوش حاجه "

تقول لها أم سيد : " طيب يا حبيبتى ...والله انتى صعبانه عليا وخصوصا انك شكلك كده تعبان ... اقدر اساعدك بحاجه ...ما انا اصلى برضوا يا ما جريت وراء أبو سيد ... منهم لله البعدا... كان خلاص هايسدد الشيك الاخرانى بتاع التلاجه لكن ما صبروش عليه ورفعوا عليه قضيه وحبسوه ...وخدوا التلاجه ... بس ربنا وقفلنا ولاد الحلال الى ساعدونى لحد ما خرج لنا أبو سيد بالسلامه .... يقطع الاقساط والى شار بشورتها ...والى كان السبب ربنا يجحمه مطرح ما راح .... " .... ترتبك قليلا بعد ان ادركت انها تدعى على ابناء ها وزوجها ... وتلاحظ ازدياد شحوب سوزان ...فتحاول ان تتدارك الامر قائله : "معلشى ياختى ...ربنا يفك سجنهم قريب ويطمنك عليهم "

تحاول سوزان ان تلقى الامر كله خلف ظهرها فهى هنا لمهمه محدده .... فى هذه الاثناء كان هناك بعض الاشخاص بدءوا فى التواجد على السلم ... كان عددهم لا يتجاوز ال 20 .... تبداء فى الهتاف ... " يا جمال يا أخانا ...يا علاء يا أخانا ..كيف العتمة فى الزنزانة " ... فيحدث امر غير متوقع ... يجيبها صدى الصوت بكلام مختلف " ابنى فى سور السجن وعلىً ...بكره الثوره تقوم ما تخلىً " .... الجميع يتلفتون حولهم لا يجوا شئ غير طبيعى ... لا يوجد احد قال هذا الكلام ... كيف نقول كلام ونسمع غيره !!!!!!!!!! .... تهتف مره ثانية : " ارحموا الشيخ الكبير ... اما لكم من ضمير " ..يجيبها الصدى " آه يا قائد الضربه الجويه ...ده فى عهدك كتروا الحرميه ..... بكره يا خالد ناخد تارك ...لما نطير حسنى مبارك " ..... يفزع الناس ويهرولون بعيدا عن المكان ...فالذى يحدث شئ غير منطقى بالمره ..هل هذه اشباح ام ماذا ؟!!!!!! .....

لا يبقى غيرها هى و ام سيد التى تراقب ما يحدث فى زهول ... وكان جدران نقابة الصحفين تضامنت هى الاخرى مع ضحايا مبارك واعلنت العصيان .... ثم يقترب منها رجلين بملابس مدنيه ومن ورائهم مجموعه من الظباط .... تبتعد ام سيد بطريقه غريزيه ...فهى لا تزال تحمل من الذكريات السيئه للشرطه ... ولكنها تراقب الموقف وتسمعهم يقولون لها : " هيا معانا ... لقد امر النائب العام بحبسك 15 يوم على ذمة التحقيق ..... " .... لا تستطيع ام سيد ان تمنع نفسها من الضحك ...هذه اول مره ترى عائلة بأكملها فى السجن ودفعه واحد .... تضحك وتردد " آه ياما وآه يابا ..دى عيلة واطية ونصابة ...هاتوا الفلوس الى عليكوا ...هاتوا الفلوس الى عليكوا ....هاتوا الفلوس الى عليكوا "

البرنامج الانتخابى لمجدى حسين لرئاسة الجمهورية - الجزء الأول


عندما وقعت الواقعة بهزيمة يونيو 1967 كنت فى السادسة عشر من عمرى ، كنت صبيا ألهو كما تلهو الصبية وأهتم بدراستى ولا أتصور أن أتابع تاريخ والدى أحمد حسين فى الجهاد فى سبيل الله والوطن . ولكن الهزيمة الساحقة فى ست ساعات أمام العدو الصهيونى كانت صدمة مروعة لى .. وعندما كنت من أفراد الدفاع المدنى فى حى الروضة أتلوى ألما مع أخوتى فى التنظيم الذى كانت مهمته هى النداء للجماهير ( أطفئوا النور ) لتوقى الغارات الجوية للعدو ، فى هذه اللحظات التى وردت لنا فيها أنباء وصول الصهاينة الى خط القناة ، جلست على أحد الأرصفة فى جنح الظلام ، والسماء ترعد وتبرق ، وعاهدت الله أن أنذر حياتى من أجل مصر ، حتى تتحرر من جديد وتعود دولة شامخة بين العالمين.

ومنذ هذه الليلة ( 8 يونيو 1967 ) بدأت مسيرتى التى لم تتوقف لحظة واحدة ، ولم أذق طعم الراحة ، ولم أعرف طعم النصر الا يوم 29 يناير2011، عندما خرجت من سجنى بسبب زيارتى لغزة ، وعندما توجهت لميدان التحرير بملابس السجن الزرقاء ، أيقنت أن الثورة قد انتصرت ، لقد أراد الله أن أشهد أسوأ هزيمة فى التاريخ ، وأروع نصر فى التاريخ. ستقولون وماذا عن نصر أكتوبر 1973 ؟ لقد شاركت فى هذه الحرب المجيدة ولكن مع الأسف لم أنل شرف العبور لأنى كنت فى الفرقة الثالثة المتمركزة فى الهاكستب ، ومع ذلك فقد تقدمنا وشاركنا فى حصار الثغرة فى منطقة وادى أبو جاموس بالقرب من طريق القاهرة السويس عند الجفرة . وأقول لقد أضاعت القيادة السياسية نشوة النصر ونتائجه الاستراتيجية الباهرة ، بالاكتفاء بالعبور دون الوصول الى المضائق ، ثم بمفاوضات منبطحة ومتعجلة لصداقة أمريكا بأى ثمن ، وبالانفصال الكلى عن باقى الفرقاء العرب . المهم لقد كانت المفارقة أن مصر دخلت بعد واحد من أكبر الانتصارات الكبرى فى التاريخ العسكرى الى نفق مظلم والى واحدة من أسوأ مراحل تاريخ البلاد .وهذا أكبر دليل على سوء ادارة الصراع وعدم الاستثمار السليم للنصر.

الآن لم يبق من عمرى الكثير وفقا لمتوسط الأعمار فى مصر( والأعمار بيد الله جل شأنه) وأرغب أن أساهم قبل رحيلى فى الحفاظ على نصر 25 يناير ، حتى لايضيع كما ضاع نصر أكتوبر. وهذا يمكن أن أقوم به من أى موقع ، ولكن اخوانى ورفاق درب الجهاد هم الذين رشحونى لهذه المهمة الثقيلة ، ولهذا الابتلاء الأعظم، فاذا أنتم كلفتمونى فأدعو الله أن يوفقنى ويجنبنى الزلل.

ولن يمكننى أن أوفى حق ثورة 25 يناير فى هذا المقام الذى يستوجب الاختصار. ولكن يمكن القول أن هذه الثورة مثلت انعتاقا جديدا للشعب المصرى من عالم العبودية الى عالم الحرية والكرامة ، ولاكرامة بدون حرية ، والكرامة أهم مايميز الانسان وأهم مايعتز به ، فقد وصفه الله عز وجل بأنه خليفته على الأرض بعد أن نفخ فيه من روحه ، وهو تكريم مابعده تكريم ، وقال جل شأنه ( ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) الاسراء 70

لذلك فان الاستبداد ( الاستكبار) هو الجرثومة الأخطر فى تاريخ البشرية ، فالاستبداد يذل الانسان بينما يقول الله جل شأنه ( و لله العزة ولرسوله وللمؤمنين) المنافقون 8

والاستبداد يؤدى الى الظلم الاجتماعى واستئثار المترفين بالثروة . والاستبداد يؤدى الى تخلف المجتمعات علميا وثقافيا واقتصاديا لأن الحاكم المستبد مشغول باستمراره الأبدى فى الحكم وهذه هى قضيته الأولى والأخيرة . والاستبداد يورث الكفر ، لأن المستبد يعلن نفسه مرجعية عليا ووحيدة للمجتمع ( أنا ربكم الأعلى ) ويدفع المجتمع بأسره الى الهلاك فى الدنيا والآخرة . ولذلك طالما كتبت أن الكفر بالطاغوت ( مبارك) ضرورة ايمانية!

هذه هى مأثرة الثورة العظمى ، أن تحرر الشعب من الطغيان ، وكل المنجزات الأخرى هى مجرد فروع منبثقة عنها. لذلك فان تحصين البلاد ضد عودة الطغيان يجب أن تكون مهمتنا الأولى. فاذا كانت أهداف الثورة الأربعة الكبرى : الحرية – العدالة الاجتماعية – الاستقلال – التنمية ، فلاشك أن الحرية ( النظام الديموقراطى المنضبط بثوابت الاسلام ) هى ضمانة العدل الاجتماعى والاستقلال والتنمية . بل هى من قبل ومن بعد ضمانة لصحيح الايمان بالله ، ضمانة لحرية المعتقد لكل انسان ، لأنها تعنى التخلية بين الانسان واختياره ، حتى يكون اختياره حرا نابعا من ضميره بعيدا عن أى ضغوط خارجية أو اكره. لذلك فقد اخترت شعارى لحملتى لانتخابية من كلمة واحدة ( العزة ) لأن العزة مفتاح حل كل مشكلاتنا ، بل هى مفتاح الحياة الكريمة اللائقة السعيدة ، العزة لكل مصرى ومصرية كما عبر عن ذلك الشعار الشهير للثورة ( ارفع رأسك فوق .. أنت مصرى) . العزة مفتاح الحرية والتنمية والتقدم والعدل الاجتماعى والمساواة الحقيقية والاستقلال الوطنى الحقيقى . كل مواطن له كل الحقوق المتساوية مع الآخرلا فضل لأحد على آخر الا بالعمل الصالح والاجتهاد والسعى ، لابد أن تكون الفرص والامكانات والحقوق متساوية أمام الجميع ، فاذا تقدم مواطن على آخر فيكون بالعمل وبذل الجهد وليس لأى اعتبار آخر .

أن المرجعية الإسلامية هى الإطار الحضارى الذى يتسق مع شخصية وتاريخ أمتنا، الإيمان بالله قلب برنامجى، وإن أهم ما يميز حضارتنا العربية- الشرقية- الإسلامية هو هذا الركن الركين فى مواجهة حضارة الغرب المادية. إن مجتمعا يقوم على الإيمان بالله يختلف فى كثير من أساليبه وطرائقه وبنيانه وغاياته وأهدافه عن المجتمع المادي، رغم التشابهات الظاهرية بين أحوال المجتمعات عموما. نحن مأمورون من الله عز وجل باعمار الأرض وتنميتها، ولكن بوسائل رحيمة عادلة، تأبى الظلم والعدوان والجور على مصالح الناس فى ظل المجتمع الإسلامي، أو حتى على الآخرين من أبناء المجتمعات الأخرى على المستوى العالمي، نبنى مجتمعا يتوخى العدل إرضاء لله سبحانه وتعالى أولا وقبل كل شيء واستعدادا لملاقاته فى الآخرة، وليس استعلاء على أحد أو دخولا فى منافسات أنانية عارضة مع أحد.

المجتمع الإيمانى يحقق السلام والعدل بينه وبين الآخرين- من غير المعتدين- ويحقق الضمانات الاجتماعية والأمنية خشية من الله عز وجل وليس خشية من الناس، ويعتمد فى إداراته على هذا الضمير الإيماني، الذى ييسر الحياة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، ولكنه محكوم فى كل ذلك بشريعة محكمة من عند الله سبحانه وتعالى.

الإيمان بالله ليس مجرد نقطة فى برنامجنا وغايتنا من الوجود، ليس بمعنى غياب رؤيتنا الخاصة فى مجال الإصلاح السياسى والاقتصادى والتشريعي.. الخ، ولكن كل هذه المجالات وغيرها مرتبطة بالغاية العظمى "عبادة الله" والتقرب إليه..

[قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاى وَمَمَاتِى لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ].

والعبودية لله يجب أن تتحول وتتمثل في: العمل لصالح المجموع والتقرب إلى الله كل القرب هو فى خدمة الشعب.

ولكن حكامنا السابقين لم يستجيبوا لهذا التوجه الشرعى، فشرع الله لا يطبق، وشاع الكسب الحرام دون رادع، ومع شيوع الفساد زاد نفوذ المفسدين فى الأرض وأصحاب المصالح المشبوهة، وانحدرت قيمة العمل وتخلف أداء الواجب واحترام القانون. وقد أخفقت الحكومات المتعاقبة فى إتباع سياسة عامة متكاملة للإصلاح، بل وقعت فى براثن مجموعات المصالح القوية، كما تزايد النفوذ الأجنبى فى تقرير سياستنا وفى الدوائر الحكومية وبين رجال الأعمال نتيجة الاعتماد المتزايد على القروض والمعونات الأجنبية التى أدت إلى ربط عجلة الاقتصاد الوطنى بالمصادر المقرضة وتدخلت المنظمات الدولية فى توجيه أمورنا فى ظل انهيار الإرادة السياسية المستقلة للحكام.

وقد أدت سياسات الحكم وما صحبها من مظالم إلى تفجيرات متتالية، ولجأت السلطة إلى مواجهة ذلك بالأساليب القمعية، فلم تعالج الأسباب الحقيقية للتذمر واستمر الاستبداد واستمر ارتكاب جرائم التعذيب البدنى والنفسى التى تشكل عدوانا صارخا على مبادئ ديننا كما أنها تشكل وصمة عار فى جبين مصر لمنافتها لكرامة الإنسان المصرى وآدميته.

وإذا كان كل إصلاح الحال يتطلب مناخا ديمقراطيا فإن الحرية لا تمنح ولكن يستحقها من يسعى إليها ويجاهد فى سبيلها. وهذا ما برهنت عليه ثورة الشعب العظيمة فى 25 يناير 2011 .

الإصلاح السياسي:

الإصلاح السياسى هو حجر الزاوية لانتشال مصر من الهوة السحيقة التى هوت إليها، وإذا كنا لا نخفى هويتنا الإسلامية، فإننا نؤكد إيماننا العميق بأن برنامجنا الإسلامى يجب أن يتحقق من خلال القبول العام من الشعب، من خلال انتخابات حرة نزيهة، وإننا نرتضى أبدا نتائج الصناديق الزجاجية التى لا تمتد إليها يد التزوير، وإن فهمنا لصحيح الإسلام لا يتعارض مع مبادئ وآليات الديمقراطية حيث نرى:

1. الحاكم: وكيل الأمة وليس له عليها سيادة بل هى سيدته وهو خادمها الأمين.

2. الشورى: أساس الحكم وكل حكم لا يقوم على شورى لا يكون شرعيا.

3. الرقابة الشعبية: حق للأمة أن تراقب حكامها وتحاسبهم وترسم لهم خطوط تدبير مصالحها وتشرف على التنفيذ وتعدله حسب مصلحتها.

4. الحاكم يتم اختياره بالانتخاب ومن حق كل مواطن أن يكون له رأى فى اختيار حكامه عن طريق الانتخاب الحر.

5. عزل الحاكم: للأمة عزله إذا جار وظلم ولم يرع لناصح أو زاجر.

وبناء عليه فإننا نتفق مع جميع دعاة الإصلاح فى المطالب الآتية:

· مراجعة الدستور عن طريق جمعية تأسيسية لتحقيق الاتساق بين أحكامه وبين تغيير النظام السياسى للبلاد من نظام شمولى قائم على تنظيم سياسى واحد إلى نظام ديمقراطى قائم على تعدد الأحزاب.

· انتخاب رئيس الجمهورية ونائبه انتخابا مباشرا لمدة أربع سنوات وجواز إعادة انتخابهما لمدة واحدة ثانية .

· رفض توريث الحكم للأبناء.

· تتولى السلطة التنفيذية حكومة تحظى بثقة أغلبية مجلس الشعب وتعتبر مسئولة أمامه. وإذا سحب المجلس ثقته من الحكومة تعين استقالة الوزارة، وإذا سحب الثقة من أحد الوزراء يتعين عليه الاستقالة.

· اختيار المحافظين ورؤساء المدن والأحياء والقرى عن طريق الانتخاب الحر المباشر.

· إلغاء حالة الطوارئ والإفراج الفورى عن جميع المعتقلين.

· إلغاء القوانين سيئة السمعة السالبة والمقيدة للحريات العامة والشخصية والمناقضة لحقوق الإنسان.

· تقرير الحق فى تشكيل الأحزاب السياسية دون الحاجة إلى الحصول على إذن بإنشائها اكتفاء بإخطار وزارة الداخلية عن قيامها، بما يسمح لكافة الاتجاهات السياسية بالتعبير عن نفسها ويكتفى بالقضاء العادى ليحاسبها إذا انحرفت عن الطريق المشروع.

· إلغاء كل صور الخلط بين مؤسسات وأجهزة الدولة وبين تنظيمات الحزب الحاكم بما يضمن أن تكون الدولة للجميع ولا يكون هناك تمييز بين المواطنين بسبب الفكر السياسي.

· يكون اختيار شيخ الأزهر بالانتخاب، ويتم انتخابه عن طريق هيئة كبار العلماء، حتى لا يكون خاضعا لضغوط السلطة التنفيذية.

· إقرار قانون استقلال القضاء الذى أعده نادى القضاة باعتباره ركنا أساسيا لضمان الديمقراطية والتوازن بين السلطات، ومنع تغول السلطة التنفيذية.

· جعل السجون تابعة لوزارة العدل لوضع حد لجرائم التعذيب التى تتم داخلها ووضع قيود صارمة على الحبس الاحتياطى .

· إطلاق حرية إصدار الصحف وملكية وسائل الإعلام للمصريين وتحرير أجهزة الإعلام والصحافة القومية من سيطرة السلطة التنفيذية وإتاحة فرصة متكافئة للأحزاب والقوى السياسية فى طرح آرائها عبر أجهزة الإعلام المملوكة للشعب وتعديل قانون الإذاعة والتلفزيون لتحقيق استقلاله عن السلطة التنفيذية وإلغاء قانون الحبس فى قضايا النشر.

. حرية واستقلال العمل النقابى للمهنيين والعمال والفلاحين والطلاب ومختلف طوائف المجتمع .

. حرية تأسيس الجمعيات الأهلية فى مختلف مجالات النشاط الاجتماعى والخيرى والثقافى والعلمى.

. القانون ينظم ويكفل حق التجمع والتظاهر والاعتصام والتظاهربدون تعطيل للانتاج أو للحياة العامة.

. رفض تشكيل جهاز بديل لأمن الدولة تحت مسمى جديد ، والكشف عن باقى الأجهزة الأمنية السرية فى العهد البائد ، واعادة تنظيمها بما يكفل الأمن القومى والجنائى دون أى تعدى على حريات المواطنين . فالمراقبة لاتكون الا للعملاء والجواسيس وباذن قضائى . والأمن لايحصن الا بالعدل. ورفض القول بأن جهاز الأمن الوطنى الجديد سيختص بالارهاب . فما الارهاب الا جريمة جنائية يتابعها الأمن العام والأمن القومى.

. اعادة تشكيل قوات الأمن المركزى مع تخفيض أعدادها وايقاف التجنيد فى صفوفها ، فالتجنيد لا يكون الا فى القوات المسلحة . وتحديد مهامها بحيث تقتصر على المجرمين الجنائيين ومجموعات البلطجة التى يتعين تصفيتها بكل الوسائل السياسية والقانونية بحيث تنتهى هذه الظاهرة الشاذة فى مجتمعنا.

. ضرورة الاسراع فى معدلات محاكمة كل عناصر الشرطة المتهمة بقتل المواطنين خلال أحداث الثورة وأن تكون محاكمة الرئيس المخلوع على أساس قتله للمواطنين. مع وضع الجميع فى الحبس الاحتياطى وعدم الافراج عنهم.

. جريمة التعذيب لاتسقط بالتقادم ويطبق على مرتكبها حد الحرابة .

. تزوير الانتخابات خيانة عظمى ، وتحصن نزاهة الانتخابات بالاشراف القضائى الكامل والتصويت بالرقم القومى ورفض التصويت الالكترونى كوسيلة حديثة للتلاعب والتزوير.

. محاكمة المواطن أمام قاضيه الطبيعى وانهاء محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكرى.

عن المدونة

انا بتسبح ضد التيار فمهما كنت صغير مهما كنت ضعيف مهما كنت حاسس انك قليل الحيله دائما بيكون فى ايدك حاجه تعملها ولو صغيره اجعل المقاومه اسلوب حياتك اجعل السباحه ضد التيار هوايتك واجعل ليك شعار وانا شعارى الله اكبر ...يحيا الشعب

من أنا

صورتي
القاهره, Egypt
أنا إرهابية فكري يهدد الأمن القومي لأعداء الإسلام عامة ، ولليهود خاصة امتثلا لأمره _عز وجل _ : (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ...)). لا اخشاكم .... فانا جنتى فى قلبى سجنى خلوه قتلى شهاده نفيى سياحه ولسنا سواء فانا اقوى منك بإمانى وعقيدتى ويقنى بنصر الله اضحك واسخر كما تشاء ولكنى انا الباقيه .... وحتى لو رحلت سيكون هناك الاف من بعدى لن تستطيع ان تبقى للابد فهذه ارضى سوف تخرج منها مذموما مدحورا انا مسلمه .... انا عربيه انا مسلمه مصريه .... ثورتى تونسية .... واصرارى ليبى .... ودمى سورى ... وصمودى يمنى .... وحلمى فلسطينى

الله أكبر ويحيا الشعب

الله أكبر ويحيا الشعب

انا لا انساكى فلسطين

انا لا انساكى فلسطين

قلمى هوه سلاحى

قلمى هوه سلاحى